المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
رميساء المغرب | ||||
فاطمة الزهراء الماحي | ||||
fleureta | ||||
berkani sif dine | ||||
loloflower | ||||
miss moon | ||||
جوهرة امينة | ||||
abu.3oda | ||||
walid | ||||
سلطانة هيام |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 10 بتاريخ الثلاثاء فبراير 24, 2015 11:37 pm
مواضيع مماثلة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
محمد رسول الله روعة الأخلاق
صفحة 1 من اصل 1
محمد رسول الله روعة الأخلاق
الحياء خُلق لازم للنبي -صلى الله عليه وسلم- مكتسب وفطري، في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيء عرفناه في وجهه"؛ من شدة حيائه ووقاره ودماثة خُلقه يُرى أثر كراهة الشيء في تغير وجهه دون أن يتكلم فنفهم نحن كراهته. فأين نحن من الحياء من الله –تعالى- من معصيته في الخلوات، الحياء من الناس مما يقدح في المروءة؛ من نوع اللباس، أو قصات الشعر، أو أسلوب الكلام، أو السفه البليد، الحياء من النفس أن تكون منفلتة تفعل ما تهواه بلا رادع. لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قبسًا منيرًا في هذا الخُلق الكريم، فلعنا نلتمس منه شيئًا نلتمس من ذلك النور شيئًا...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الحياء هو تغير في النفس وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، شعور يجعل الإنسان يتعفف من فعل خوارم المروءة وقبائح الأعمال والعادات، والحياء خُلق محمود أول ما يذكر يظنوسلم- " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ".
وفي الصحيح من حديث عمران بن حصين قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الحياء لا يأتي إلا بخير".
والحياء خُلق لازم للنبي -صلى الله عليه وسلم- مكتسب وفطري، في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيء عرفناه في وجهه"؛ من شدة حيائه ووقاره ودماثة خُلقه يُرى أثر كراهة الشيء في تغير وجهه دون أن يتكلم فنفهم نحن كراهته.
النبي -صلى الله عليه وسلم- كريم ذو أدب رفيع يستحي أن يتسبب في ضيق أو حرج لأحد من المسلمين ولوفي رواية حميد "فأشبع المسلمين خبزا ولحما، فقلت: يا نبي الله ما أجد أحدًا أدعوه"، قال: "ارفعوا طعامكم وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك بارك الله لك، فتقرى –أي تتبع الحُجَر- حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة، ثم رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا ثلاثة من رهط في البيت يتحدثون وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- شديد الحياء".
في رواية أبي قلابة: "فجعل يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون، يخرج ويرجع وهم قعود يتحدثون، فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة، فما أدري أخبرته أم أُخبر أن القوم خرجوا، فرجع حتى إذا وضع رِجْله في أسكفة الباب داخلة وأخرى خارجة، أرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا * إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) [الأحزاب: 53- 54].و على حساب راحته عليه الصلاة والسلام.
في صحيح البخاري من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: "بني على النبي -صلى الله عليه وسلم- بزينب بن جحش بخبز ولحم، فأُرسلت على الطعام داعيًا –أي: أرسلني النبي -صلى الله عليه وسلم- لأدعو الناس للطعام- فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون، ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون، فدعوت حتى ما أجد أحدًا أدعوه. به المدح رجل حيي ذو حياء، وهو كذلك إذا كان في سياقه الصحيح.
أما إذا كان الحياء مانعًا من السنن أو من فضائل الأعمال أو مانعًا من النهي بالمنكر أو من الأمر بالمعروف فليس حياء محمودًا، بل ليس حياء مطلقًا إلا على سبيل اللغة وإنما هو ضعف وعجز، وقد قال الله سبحانه (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) [الأحزاب: 53].
وذهاب الحياء عقوبة، يقول ابن القيم: "من عقوبات المعاصي: ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب الخير أجمع، فقد جاء في السنن من حديث أبي قتادة قوله -صلى الله (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ) يستحي منكم ، سبحان الله ما هذا الخُلق وهذا الحياء؟! هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إمام الأمة وقائدها، ومع ذلك يستحي أن يطلب منهما الانصراف.
ويكفي بذلك شهادة ربه له وإرشاده -جل وعلا- المسلمين بمراعاة هذه الخصلة الكريمة فيه -صلى الله عليه- فلا يثقل عليه لأنه حيي، قال تعالى: (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ) راعوا هذه الخصلة فيه، راعوا حياءه ودماثة أخلاقه حيي -صلى الله عليه وسلم- حتى أنه لا يمعن في دقائق شؤون النساء إلا بمشقة.
في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن امرأة سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن غسلها من المحيض، فأمرها كيف تغتسل، "خُذِي فِرْصَةً –أي قطعة من القطن- مِنْ مِسْكٍ –أي مطيبة بمسك- فَتَطَهَّرِي بِهَا". فَقَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟ قَالَ: فَاسْتَتَرَ هَكَذَا، أَوْ قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ ! تَطَهَّرِي بِهَا"، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَاجْتَذَبْتُهَا إِلَيَّ وَقُلْتُ: تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ".عليه وعند النسائي قالت: وكيف أتطهر بها؟ فاستتر بوجهه، ثم قال: "سبحان الله تطهري بها"، تقول عائشة -رضي الله عنها-: " فاجتبذتُها إليَّ" أيْ: جررتها إليَّ بقوة فقلت: "تتبعي بها أثر الدم".
هكذا هو النبي عند المواقف الحساسة أعرض بوجهه عند قوله "تطهري"، وكان يقصد في المحل الذي يُستحى من مواجهة المرأة التصريح به، فعف لسانه، وكرر نفس الكلام للتلميح، فقال: سبحان الله!! واكتفى بلسان الحال عن لسان المقال، وفهمت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ذلك فتولت عنه تعليمها.
معاشر الإخوة: الحياء أوجه ثلاثة يقول الماوردي: "الحياء في الإنسان ثلاثة أوجه؛ أحدها حياؤه من الله تعالى، والثاني حياؤه من الناس، والثالث حياؤه من نفسه، والناس في هذا يتفاوتون والرابح من تأسى بأخلاق النبوة، واعتنى بذلك أشد عناية".
حسن الخلق بعد تقوى الله –تعالى- من أكثر ما يدخل المسلم الجنة، كما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- والنبي -صلى الله عليه وسلم- جمع في أخلاقه مع ربه بين الحياء والشكر، والتعظيم والتوقير، والخوف والرهبة، جمع بين هذه الأخلاق كلها.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الحياء هو تغير في النفس وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، شعور يجعل الإنسان يتعفف من فعل خوارم المروءة وقبائح الأعمال والعادات، والحياء خُلق محمود أول ما يذكر يظنوسلم- " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ".
وفي الصحيح من حديث عمران بن حصين قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الحياء لا يأتي إلا بخير".
والحياء خُلق لازم للنبي -صلى الله عليه وسلم- مكتسب وفطري، في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيء عرفناه في وجهه"؛ من شدة حيائه ووقاره ودماثة خُلقه يُرى أثر كراهة الشيء في تغير وجهه دون أن يتكلم فنفهم نحن كراهته.
النبي -صلى الله عليه وسلم- كريم ذو أدب رفيع يستحي أن يتسبب في ضيق أو حرج لأحد من المسلمين ولوفي رواية حميد "فأشبع المسلمين خبزا ولحما، فقلت: يا نبي الله ما أجد أحدًا أدعوه"، قال: "ارفعوا طعامكم وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك بارك الله لك، فتقرى –أي تتبع الحُجَر- حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة، ثم رجع النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا ثلاثة من رهط في البيت يتحدثون وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- شديد الحياء".
في رواية أبي قلابة: "فجعل يخرج ثم يرجع وهم قعود يتحدثون، يخرج ويرجع وهم قعود يتحدثون، فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة، فما أدري أخبرته أم أُخبر أن القوم خرجوا، فرجع حتى إذا وضع رِجْله في أسكفة الباب داخلة وأخرى خارجة، أرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا * إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) [الأحزاب: 53- 54].و على حساب راحته عليه الصلاة والسلام.
في صحيح البخاري من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: "بني على النبي -صلى الله عليه وسلم- بزينب بن جحش بخبز ولحم، فأُرسلت على الطعام داعيًا –أي: أرسلني النبي -صلى الله عليه وسلم- لأدعو الناس للطعام- فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون، ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون، فدعوت حتى ما أجد أحدًا أدعوه. به المدح رجل حيي ذو حياء، وهو كذلك إذا كان في سياقه الصحيح.
أما إذا كان الحياء مانعًا من السنن أو من فضائل الأعمال أو مانعًا من النهي بالمنكر أو من الأمر بالمعروف فليس حياء محمودًا، بل ليس حياء مطلقًا إلا على سبيل اللغة وإنما هو ضعف وعجز، وقد قال الله سبحانه (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) [الأحزاب: 53].
وذهاب الحياء عقوبة، يقول ابن القيم: "من عقوبات المعاصي: ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب الخير أجمع، فقد جاء في السنن من حديث أبي قتادة قوله -صلى الله (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ) يستحي منكم ، سبحان الله ما هذا الخُلق وهذا الحياء؟! هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إمام الأمة وقائدها، ومع ذلك يستحي أن يطلب منهما الانصراف.
ويكفي بذلك شهادة ربه له وإرشاده -جل وعلا- المسلمين بمراعاة هذه الخصلة الكريمة فيه -صلى الله عليه- فلا يثقل عليه لأنه حيي، قال تعالى: (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ) راعوا هذه الخصلة فيه، راعوا حياءه ودماثة أخلاقه حيي -صلى الله عليه وسلم- حتى أنه لا يمعن في دقائق شؤون النساء إلا بمشقة.
في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن امرأة سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن غسلها من المحيض، فأمرها كيف تغتسل، "خُذِي فِرْصَةً –أي قطعة من القطن- مِنْ مِسْكٍ –أي مطيبة بمسك- فَتَطَهَّرِي بِهَا". فَقَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟ قَالَ: فَاسْتَتَرَ هَكَذَا، أَوْ قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ ! تَطَهَّرِي بِهَا"، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَاجْتَذَبْتُهَا إِلَيَّ وَقُلْتُ: تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ".عليه وعند النسائي قالت: وكيف أتطهر بها؟ فاستتر بوجهه، ثم قال: "سبحان الله تطهري بها"، تقول عائشة -رضي الله عنها-: " فاجتبذتُها إليَّ" أيْ: جررتها إليَّ بقوة فقلت: "تتبعي بها أثر الدم".
هكذا هو النبي عند المواقف الحساسة أعرض بوجهه عند قوله "تطهري"، وكان يقصد في المحل الذي يُستحى من مواجهة المرأة التصريح به، فعف لسانه، وكرر نفس الكلام للتلميح، فقال: سبحان الله!! واكتفى بلسان الحال عن لسان المقال، وفهمت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ذلك فتولت عنه تعليمها.
معاشر الإخوة: الحياء أوجه ثلاثة يقول الماوردي: "الحياء في الإنسان ثلاثة أوجه؛ أحدها حياؤه من الله تعالى، والثاني حياؤه من الناس، والثالث حياؤه من نفسه، والناس في هذا يتفاوتون والرابح من تأسى بأخلاق النبوة، واعتنى بذلك أشد عناية".
حسن الخلق بعد تقوى الله –تعالى- من أكثر ما يدخل المسلم الجنة، كما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- والنبي -صلى الله عليه وسلم- جمع في أخلاقه مع ربه بين الحياء والشكر، والتعظيم والتوقير، والخوف والرهبة، جمع بين هذه الأخلاق كلها.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
مواضيع مماثلة
» شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
» فيديو رائع نعما التربية بسم الله ماشاء الله
» لماذا حرم الله الذهب على الرجال ؟؟
» فيديو رائع نعما التربية بسم الله ماشاء الله
» لماذا حرم الله الذهب على الرجال ؟؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين مايو 11, 2015 3:32 pm من طرف رميساء المغرب
» حكم تارك الصلاة
الأحد مايو 10, 2015 12:50 am من طرف رميساء المغرب
» طريقة عمل تارت التفاح الشهى
السبت مايو 09, 2015 7:58 pm من طرف رميساء المغرب
» أمور تجعل الرجل يذوب في المرأة عشقا
السبت مايو 09, 2015 7:52 pm من طرف رميساء المغرب
» امراض الاسنان ومدى تاثيرها على اعضاء الجسم الاخرى
الأحد أبريل 19, 2015 1:48 am من طرف رميساء المغرب
» بالصور أطول فتاة بالعالم
الأحد أبريل 19, 2015 1:46 am من طرف رميساء المغرب
» نكت مغربية
السبت أبريل 11, 2015 6:26 pm من طرف جوهرة امينة
» كوني كالوردة مهما غلبتك آلآحزآن
السبت أبريل 04, 2015 1:21 am من طرف رميساء المغرب
» وصفة لبنانية لازالة البطن بدون ريجيم وبسرعة ^^
الثلاثاء مارس 31, 2015 7:58 pm من طرف فاطمة الزهراء الماحي