هارمونيـــــــــــكا

مساء بارد ,نسمات لاذعة لاتنتمي لشغف الربيع الزاهي ...صارت تربطني بالربيع علاقة سيئة جدا ,لذا أتمنى لو تهطل الأمطار غزيرة الآن لتفسد غروره المشمس  لتبعثر أزهاره المنتشية بالحرية...
أتمنى لو تغلسني قطرات مطر هاربة من شتاء دافئ  إنقضى ..غمامة سماوية سوداء تتردد في إتخاذ القرار وقطار العودة هو الآخر لايصل في موعده ..
وجوه متعبة تغص بها المقاعد, لاصوت يعلو فوق مرح الطفلة الصغيرة , تسترعي إنتباه الجميع , فكونها صلعاء وبشرتها بذاك الإصفرار و الشحوب ؛ذلك  لايدل  سوى على  أمر واحد ...
تشاكس والدها بشقاوة بينما الأم تنهرها بعنف وغضب  مخاطبة زوجها بأن دلاله لها فاق كل حد.
يتركز نظري على الأم ؛تغطي وجهها بمساحيق محاولة إخفاء لون بشرتها الحقيقي ؛  وأظافر يدها مطلية بأكثر من لون ,تثرثر على الهاتف بصوت مرتفع  وهي تلوك علكة مسكينة .
الغمامة السوداء وكأنها إحتلت رواق القطار فيزداد ضيقي أكثر ؛ مرارة وبؤسٌ يرتسم على ملامحي ؛لاأستطيع  إخفاءه
ليت هناك مواد تجميل للقلب وللروح ؛ليتني أملك القدرة على تزييف بسمتي وإظهار فرحتي أو لامبالاتي على الأقل
لكن كل خلية من خلايا جسدي متخفزة للألم وللبكاء و للإنهيار؛ إمرأة على حافة الإنكسار هكذا كنت ...و الشحوب ؛ذلك  لايدل  سوى على  أمر واحد ...
تشاكس والدها بشقاوة بينما الأم تنهرها بعنف وغضب  مخاطبة زوجها بأن دلاله لها فاق كل حد.
يتركز نظري على الأم ؛تغطي وجهها بمساحيق محاولة إخفاء لون بشرتها الحقيقي ؛  وأظافر يدها مطلية بأكثر من لون ,تثرثر على الهاتف بصوت مرتفع  وهي تلوك علكة مسكينة .
الغمامة السوداء وكأنها إحتلت رواق القطار فيزداد ضيقي أكثر ؛ مرارة وبؤسٌ يرتسم على ملامحي ؛لاأستطيع  إخفاءه
ليت هناك مواد تجميل للقلب وللروح ؛ليتني أملك القدرة على تزييف بسمتي وإظهار فرحتي أو لامبالاتي على الأقل
لكن كل خلية من خلايا جسدي متخفزة للألم وللبكاء و للإنهيار؛ إمرأة على حافة الإنكسار هكذا كنت ...

يتوقف القطار عند المحطة  ينزل ركاب ويصعد آخرون؛ يضج بالحركة وينطلق من جديد ؛ مازلت الطفلة الصغيرة تثير جلبة حلوة

-كم عمرها
-هل هو ذلك المرض ؟

-نعم

-الله يشفيها

-ربي يجازيك

   -يقترب الشاب السائل من الصغيرة ويلعب معها بحنان , فتح حقيبته الرياضية وبحث فيها عن غرض ما ثم  منحه للصغيرة وهو يهمس لها لكن

صوته وصلني بكل وضوح : هذه كل ما أملك وهي أعز شيء عندي ؛إحتفظي بها وأعزفي عليها دائما ؛كانت هارمونيكا صغيرة جميلة ...
ثم أعطاها قطعة نقود قائلا :عندي قطعتين فقط  لك واحدة ولي واحدة لتوصلني لمحطتي المقبلة , وقبلها بحنو أم  راجيا إياها أن تتذكره

توقف القطار مرة أخرى ؛ نزل المجهول ,لحقته ببصري ؛غاب في الزحام لكنه الشعور الذي منحني إياه لم يختفي ؛الرحمة ليست أنثى ؛الرحمة هي هارمونيكا الحياة

دونها لن نكون سوى أخشاب, يهطل المطر بغزارة أخيرا .

راااااااااااااااااااااااااااائع

مشكورة